لا يُعتبر Web Summit في لشبونة معرضًا للأثاث، بل هو منصة عالمية تكشف إيقاع التغيير في التكنولوجيا والعمل وطريقة اتخاذ القرارات داخل الشركات.
وقد كانت الرسالة هذا العام واضحة تمامًا: لم تعد تقنيات الذكاء الاصطناعي “مستقبلية”… بل أصبحت البنية التحتية الحقيقية لعمل الشركات الحديثة.
ومع تغيّر طبيعة العمل، يصبح من الضروري أن تتغيّر مكاتبنا بالطريقة نفسها. وهذا يحمل دلالات مهمة للمعماريين، ومصممي الديكور، ومديري المرافق، والشركات في الإمارات والشرق الأوسط.
١. الذكاء الاصطناعي يغيّر طبيعة العمل… ويزيد الحاجة إلى التركيز
يُزيل الذكاء الاصطناعي الأعمال الروتينية، لكنه يزيد الأعمال التحليلية والإبداعية. ومع ذلك، لا تزال كثير من مساحات العمل في المنطقة غير مجهّزة لهذا التحول.
المشكلة ليست في الأثاث نفسه، بل في الطريقة التي يفرض بها المكان أسلوب عمل يومي على الموظفين.
ولضمان أداء أفضل في عام 2026، يجب أن توفر المكاتب:
- راحة صوتية حقيقية
- مساحات تركيز بعيدة عن الضوضاء
- تخطيطًا يخفف الإجهاد العقلي وليس العكس
فالمكتب ذو العزل الصوتي الضعيف يشبه مطعمًا مزدحمًا: مهما كان الجو جميلًا، ستشعر بالإرهاق سريعًا.
٢. العمل الهجين أصبح القاعدة… والمكتب يجب أن يثبت قيمته
تؤكد بيانات Web Summit أن العمل الهجين أصبح النموذج الأقوى عالميًا. وفي الإمارات، نرى هذا التحول بوضوح.
لم تعد الشركات تتساءل:
- “كم مكتبًا نستطيع وضعه؟”
بل:
- “ما القيمة التي يحصل عليها الفريق عندما يأتي فعليًا إلى المكتب؟”
الرسالة الأساسية كانت: هذا ليس اتجاهًا مؤقتًا، بل معيار جديد لاتخاذ القرار.
٣. الإرهاق الذهني يتصاعد… والمكتب يجب أن يقدّم “تجربة صحية”
اجتماعات افتراضية، مشاريع متعددة، أدوات ذكاء اصطناعي، تنبيهات لا تتوقف… كل ذلك يزيد الضغط الذهني.
وعندما يكون المكتب غير مدروس التصميم، يصبح جزءًا من المشكلة بدل أن يكون جزءًا من الحل.
التصميم السيئ لا يظهر في اليوم الأول… لكنه يُرهق الفريق كل يوم.
ولذلك يجب أن تشمل بيئة العمل الحديثة:
- إضاءة محسّنة تعزز الأداء الذهني
- حلولًا صوتية فعّالة
- مساحات استراحة ذهنية “Mental reset zones”
في كثير من الأحيان، تُحدث لوحة عزل صوتي واحدة فرقًا أكبر من عشر اجتماعات عن “رفع الإنتاجية”.
٤. الهوية المؤسسية تبدأ من المكان… قبل الشعار
برجاء لفت النظر أن الثقة والمصداقية كانتا من أكثر الموضوعات تداولًا في Web Summit.
وعلى مدى أكثر من عشرين عامًا في مشاريع التصميم، يؤكّد الواقع حقيقة واحدة: المكان هو أول رسالة للعميل… قبل أي حديث أو عرض تقديمي.
الاستقبال الضعيف يشبه الموقع الإلكتروني البطيء: تفقد الانطباع الإيجابي قبل أن تبدأ.
مكتب عام 2026 سيصبح أكثر من مجرد بيئة عمل:
- إنه بطاقة تعريف حقيقية
- وترجمة لثقافة المؤسسة
- ودليل على الاحترافية
هذا ليس “ديكورًا”. إنه أداء.
٥. سرعة السوق تتطلب مكاتب مرنة… وليست ثابتة
مع اعتماد الذكاء الاصطناعي، أصبح اتخاذ القرار أسرع، وإعادة الهيكلة أكثر تواترًا، ودورات العمل أقصر.
كثير من المشاريع تفشل بسبب نقطة واحدة: المكان ليس مرنًا بما يكفي للتغيّر.
الحل لا يكمن في “إعادة التصميم كل سنة”، بل في:
- أنظمة أثاث قابلة للتعديل
- مساحات هجينة متعددة الأغراض
- تخطيطات تتحول بسهولة بين الخصوصية والتعاون
وتشير أفضل المكاتب الهندسية في المنطقة إلى قاعدة واحدة: قِس كل شيء — الإضاءة، الضوضاء، حركة الأشخاص، الاستخدام الفعلي للمكان.



الخلاصة: ماذا يعني كل هذا لمكاتب الإمارات في 2026؟
Web Summit لا يخبرك أي كرسي تختار. لكنه يخبرك كيف تتغير طريقة العمل… وبأي سرعة.
مكاتب 2026 في الإمارات لن تكون أكبر. ستكون أذكى.
التحدي اليوم ليس إنشاء مساحات جميلة، بل مساحات ترفع التركيز، وتحسّن التعاون، وتدعم الرفاهية الإنتاجية.
كثير من الشركات تغير الأثاث ظنًا منها أنها تحل المشكلة… بينما المشكلة في الواقع تكمن في “استخدام المساحة”.
أحيانًا، تعديل بسيط في الإضاءة أو الصوت أو بيئة الجلوس يغيّر يوم العمل كاملًا.
هذا ليس خيالًا. إنه تصميم فعّال. ومن يتحرك الآن… سيكون في طليعة عام 2026.
للمزيد من الإلهام الاحترافي: www.lamercanti.ae